Bnfsak Bnfsak
اخبار

آخر الأخبار

اخبار
كان يا مكان
جاري التحميل ...
كان يا مكان

الزار و طقوسه و ما لا تعرفه عنه وهل له علاقة بالجن؟

اسرار و خباية عن ما يعرف بالزار


الكثير منا سمع عن كلمة الزار او قراء عنها او شاهدها في افلام او مسلسلات
لكن لا احد يعلم تفصيله او نشأته او تريخه  و هل الزار له علاقة بالجن ؟!!
هل يأثر اجابي او يهدي الأعصاب مثل ما يزعم عنه ؟
فهذا ما سنعرفه في هذه التدوينة.



اولا ما هو الزار ؟

تقام حفلة الزار بغرض الشفاء من الأرواح الشريرة التي يُزعم أنها أصابت المريض وهي عبارة عن عقد صلح مؤقت مع هذه الأرواح حتى تترك المصاب بها ويحضر الوسيط الذي غالباً ما يكون سيدة تدعى "الشيخة أو الكودية" لتعقد حلقة الزار- ويعتبر الزار شكلاً من أشكال طرد الأرواح , وتتضمن حلفة الزار طقوس وثنية قديمة يتم فيها اللجوء إلى أرواح أو زمرة متنفذة من الجن يطلق عليهم (الأسياد) لكي يرفعوا البلاء عن المرضى بحسب الزعم ، ورغم إنحسار ممارسة تلك العادة في العالم العربي نظراً زيادة الوعي وتحريم علماء الدين للقيام بها إلا أنها ما زالت تجد طريقها إلى حياتنا المعاصرة في نطاق ضيق بعيداً عن أعين الناس والقانون الذي يعاقب عليها.



أصل كلمة "زار "
لم يتفق لغوياً على أصل كلمة (زار) إذ يرى المستشرق (زويمر) أن أصل الكلمة يأتي من الكلمة العربية " زيارة " بينما يرجع كثير من الباحثين أصل الكلمة الى اللغة الأمهرية (لغة أهل الحبشة) و البعض الآخر يرجعه إلى أصول كوشية و لغات أخرى 
وقيل أيضا أن لفظ (زار) محرف من (جار) وهو إله وثني عند الكوشيين ثم أصبح في الحبشة بعد دخول المسيحية إليها عفريتا حقوداً أو سيداً شريراً .

                أصل الزار وانتشاره
هنالك العديد من النظريات حول نشأة عادة الزار ، فمنهم من يرى أن الحبشة موطن هذه العادة خاصة أنها تمارس فيها بكثرة , وآخرون يرجحون أنها ترجع إلى أصول فرعونية ، لكن هناك شبه اتفاق على أنها نشأت في المنطقة المطلة على ساحل البحر الأحمر بما فيها الحبشة والصومال واليمن والحجاز حيث ذكر الرحالة الذين زاروا تلك المناطق هذه العادة .

وقد تسلل الزار الى الثقافة العربية عن طريق العبيد من الأحباش و طرأعليه تغيير في سماته فهو في المعتقد الشعبي وسيلة للشفاء من امراض نفسية وجسمية على حد سواء كالاكتئاب والصداع أو ولادة اطفال مشوهين او ميتين وهو بذلك يختلف عن اصله بكونه لا يستنطق (الأسياد) عن أمور الغيب.
وشهدت هذه العادة انتشاراً ملحوظاً إبان فترة الحكم العثماني و السبب في ذلك يرجع إلى أن ابنة أحد الباشاوات أصيبت بمرض وكان علاجها عن طريق الزار مما جعلها تعلي من مقام صاحبات الزار وتغدق عليهم الأموال مما أدى إلى إنتشار هذه العادة في كل المدن.


يتكون فريق الزار من:

1 - الكودية والعرائس
الكودية او الشيخة او عريفة السكة هي من تقوم بطقوس الاستحضار والطرد وهي في الغالب امرأة سوداء ترث دور الوسيط بين الملبوسين والأسياد من أمها فان لم يكن لها بنت تورثه لإحدى العرائس (المساعدات) وتتعامل الكودية مع كافة (الأسياد) وهذا ما يجعلها تحمل أعدادا كبيرة من التمائم بعدد الأسياد بينما العروس تحمل قيمة السيد الذي يتلبسها فقط.

2 - فريق الدق
تستعين الكودية بفرق تدق على انواع من الدفوف والطبول وارتباط كل سيد من الاسياد بإيقاع خاص ونوع الفرقة.

أ- الفرقة البدوية
مكونة من خمس نساء ، يكون ثلاث منهن على المزاهر و إحداهن على الطبلة والأخرى على مرقص.

بـ - فرقة الطنبورة او الفرقة السوداني
يضرب على الطنبورة بعض افراد من اصل زنجي وعازف منجور واثنتان من عازفات الطبلة.

تـ - فرقة أبو الغيط
تتكون من راقص يقوم بنفس دور المنجور واثنين من عازفي الصفارة وتقوم زوجة الراقص بالضرب على الرق.


طقوس الزار
يعتبر الزار شكلاً من أشكال الشعوذة وهو عبارة عن حفلات تقرع فيها الطبول وتضرب بها الدفوف وتتمايل على نغماتها الأجساد وتتعرى فيها الأبدان ويختلط فيها الرجال والنساء ، ويتصاعد فيها دخان البخور بهدف إرضاء (الأسياد ).
تعقد حلقة الزار فيطلق المشاركون فيه البخور ويدقون على الطبول ويهتزون رقصاً مع ترديد بعض التمائم غير المفهومة أو عبارات مثل "الله حي....الله حي"، أو "يا شيخ محضر... يا شيخ محضر اللى عليه عفريت يحضر"، فتحضر الروح الشريرة وتتحدث على لسان المريض بصوت مختلف عن صوته، وتطلب طلبات يسرع الحاضرون بإحضارها مثل بعض الملابس ذات ألوان معينة أو مكياج أو ذهب 
وتستمر هذه الأعمال حتى تسقط المريضة على الأرض وبمجرد سقوطها تبدأ الكودية بممارسة طقوس إخراج الزار حيث تقوم بالصراخ بصوت مرتفع على الجن والشياطين والعفاريت وتطلب منهم الخروج من جسد المريضة ولا بد أن تتعهد مشرفة حفلة الزار (الكودية) للجن المتلبسين بالمريضة بتلبية مطالبهم التي عادة ما تكون ديكا أو خروفاً بمواصفات معينة يلتزم أهل المريضة بإحضاره على أساس أن ذلك من مطلب الجن مقابل خروجهم من جسد المريضة.

"الأسياد" و طلباتهم
لكل سيد مزعوم مطالب معينة بعضها تقدم من قبل المرضى أو ذويهم وأخرى تشمل أنواعاً من التمائم والملابس والرقصات ، فالتمائم فهي متنوعة في شكلها ومضمونها وحجمها لا يقتصر استخدامها في الزار فقط ، وفيما يلي أمثلة على سبيل المثال لا الحصر عن (الأسياد ) وطلباتهم :

1 - الزار المصري او البدوي

يطلب عباءة بيضاء محلاة برسوم ومنقوش على ظهرها جمل وراع وراء هذا الجمل وعلى الجانبين اهداب زرقاء اللون ذات نقوش دائرية الشكل وترتدي عروس هذا السلطان العربي أيضا كوفية حريرية بيضاء مزركشة بزهور ذهبية اللون ويرتدي فوقها عقالاً عربياً 
اما اخته الست العربية فتطلب "ملس" حريرياً ابيضاً بأكمام طويلة منقوش على حوافه وعليه برقع تتدلى منه بعض العملات المعدنية المذهبة اللون بصورتها التقليدية المعروفة كما تتدلى فوق الملبس بعض قطع الخرز والصدف الزرقاء والبيضاء والحمراء علاوة على الحزام البدوي التقليدي.

2 - الزار السوداني

تطلب زياً كاملاً متعدد العناصر فتطلب من عروستها أن ترتدي ملاءة سودانية كبيرة مزينة مربعات سوداء وبيضاء وبكنار احمر اللون عرضه حوالي 8 سم، وتطلب طاقية مشغولة ومزركشة بالخرز والاصداف الدقيقة ذات الألوان المتعددة.
وعقداً من الاصداف المثبتة في نسيج مشغول وحزاماً يبلغ عرضه نحو 12 سم وعقدا مشغولا بالخرز والصدف وخلخالا وأساور ويزيد على العقد سلاسل حول الرقبة تتعدد من حالة لأخرى وتكون في العادة مثبتاً فيها تميمة أو أكثر على هيئة كيس داخل في تكوين العقد وتحمل العروس علاوة على ذلك خنجراً ذا مقبض مصنوع من الخشب او العظم والحراب الموضوع فيه مزين بالحرز الملون كذلك وتحمل ايضا عصا يبلغ طولها نحو 60 سنتميترا محاطة من جميع جوانبها بالخرز واحياناً ترتدي طربوشاً مزينا بالقصب.

رأي الدين في الأمور المتعلقة بهذه العادات
في الإسلام يقول الشيخ الدكتور علاء الدين الزاكي أن هذه الممارسة المعروفة بـ(الزار) هي من كبائر المحرمات بل قد تدخل في الشرك فهي جامعة لأنواع كثيرة من الشرك و الكبائر فحين يسأل الجن و يستعان به فإن هذا شرك بالله تعالى ، كما أنها تحتوي على السحر الذي هو من الموبقات وكذلك إدعاء معرفة الغيب و جملة من المحرمات تجتمع في هذه الممارسة من خمر و دخان و رقص مختلط بين الرجال و النساء .
كما أن هناك تحريم قاطع لطقس تتم ممارسته عادة في حفلات الزار وهو الذبح لغير الله حيث ورد ذكره في عدة أحاديث لمحمد رسول الله (ص) ومنها الحديث التالي :
حدثنا زهير بن حرب وسريج بن يونس كلاهما عن مروان قال زهير حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا منصور بن حيان حدثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة قال كنت عند علي بن أبي طالب فأتاه رجل فقال ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إليك قال فغضب وقال ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلي شيئا يكتمه الناس غير أنه قد حدثني بكلمات أربع قال فقال ما هن يا أمير المؤمنين 
قال قال : " لعن الله من لعن والده ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثا ولعن الله من غير منار الأرض ".


نشر المقال = دعم الموقع لنستمر في تقديم الجديد والأفضل دائماً
المشاركة والتعليق يجعلك من أصدقاء المجلة الأوفياء.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

Bnfsak

2016